فتاة ورسام 2




شربا أول فنجان قهوة تحدثا قليلا حتى فهمت
أنه يراها منذ سنة ونصف في المقهى

قالت: ولم لم تفاتحني بالموضوع؟ أو تحاول
التحدث معي؟

قال: حاولت!

في المرة الأولى اعطيتك ظرف سكر في ذلك الركن
واشار إلى ركن القهوة وقلت تفضلي ولكن كان ظاهرا عليك الاعياء فلم تردي ومضيتي في
طريقك

في ثاني مرة كنا قد خرجنا في نفس الوقت من
المقهى طار شال منك حملته ولحقت بك ولكن لم تعيريني انتباها اخذته ومضيتي



قالت: اذكر ولكن!


قال: صبرا ثالث مرة كنت جالسة وحدك على تلك
الطاولة استجمعت قوتي وجرأتي وذهبت إليك وما ان اقتربت من الطاولة حتى جلس شاب معك
فظننت أنك ارتبطتي! وفقدت الأمل واكتفيت في أن اراقبك من بعد



بعد عام من الانتظار كنت اشتري القهوة وسمعتك
تتحدثين للبائع وكان هذا من أسبوع



قال البائع: كيف حالك أنسة نرجس وكيف خطيبك؟


قلتي أنا بخير أما خطيبي فلم نعد كذلك!


قال: أوه أسف لحدوث هذا


قلت: لا عليك لم نتفق


وتجدد الأمل من جديد وقررت أن هذه فرصة
واشارة من الله لن اضيعها بالخوف



ابتسمت نرجس وقالت: وهنا بدأت بالتردد على
المكتبة



قال نعم


قالت بخجل: حديث ممتع ولكن علي أن انطلق
لعملي



قال انتظري هل سأراك؟؟ مجددا؟ اقصد هل سنتحدث
مجددا؟



قالت: ألن تحتاج ألوانا للرسم قريبا؟؟
وابتسمت وغادرت



......


بعد مايقارب الأسبوع انتظرت فيه حضوره يوميا
للمكتبة



مع كل فتحت باب ورنة الجرس فوق الباب كانت
تجري إلى الباب على أمل أن يكون هو



ولكنه لم يحضر غاب ولم تعد تراه


حتى في محل القهوة لم تجده ولم تستطع أن تسأل
عنه منعها كبريئها



بعد أسبوع ونصف كانت قد استعوضت بالله


واسترحمت قبلها سألت الله أن تنساه


وعادت لنظرتها الأولى أنها لا تستحق أن تحب
وأنه مل منها



خرجت من المكتبة


توجهت لمنزلها في طريقها توقفت عند بائع
الورد المجاور للمكتبة



وهناك اشترت باقة من القرنفل توجهت للبائع
لتدفع ولكن قال البائع: قد حاسب السيد مسبقا وأشار للزاوية بجوار المحل
واذ هو هناك بقبعة عسلية اللون ومعطف رسمي بني اللون



ابتسمت وخرجت اقترب مبتسما واشار بقبعته قبل
أن يرفعها من على رأسه



وقال أرى أنه القرنفل وليس الجوري


قالت: نعم أحبه أكثر


قال بنبرة مستغربة: فتاة وتحب القرنفل أكثر
من الجوري؟

قالت: نعم!
قال: لما ذلك؟
قالت: لا أحب الجوري أشعر أنه مغرور لأن
الجميع يحبه فاغتر بنفسه وكأنه أعلى من الجميع مكانة رغم أنه بحالات كثيرة لا
رائحة له

بينما القرنفل فرغم جماله فإن عشاقه قلائل
ورغم بساطته التي يظهر فيها فإنه غامض بسبب
يخفي الكثير بين طياته

وأما رائحته هو لم يدع يوما أن له رائحة
نفاذة ومع ذلك فإن تجد له رائحة بسيطة خفيفة في كل مرة تقرب منه

قال وهو يستل وردة من الباقة ويضعها في
شعرها: يبدو أن كلا منا له نوع من الفن الخاص به!

ويبدو أنك كالقرنفل رغم بساطتك إلا أنك غامضة
ياقرنفلة



ابتسمت ووجهها مليئ بالخجل
لامس جبينه بجبينها وقال: اعتذر عن غيابي كنت
مضطرا



Comments

Popular Posts