رسائل عرابي وشرقية

رسالة الأولى ١٥.١١.١٩٩٤ من عرابي

ما حال انقطاع الأخبار؟

لم لم يعد يشتكي الجيران من صوت فيروز في الصباح 

ولا أم كلثوم في المساء؟

ما حال السكون في شرفتك؟

لا ألوان فاقعة على حبل غسيلك الذي لطالما ازعج الجوار بفشاحة ألوانه

ولاحركة تدل على ري اقصاص الزرع بدأ الورق يجف

اعلم أن الخريف عاد ولكن حتى زرع الشتاء لا اراه  على الشرفة هذا العام 

فما سر الهدوء الغريب هل هو سكون ماقبل العاصفة؟

أو آخر انفاس الخوف قبل الرحيل؟

الرسالة الثانية ١٦.١١.١٩٩٤ من شرقية 

قررت التغيير لا انتمي إلى هنا هكذا لا اشبهكم ولاتشبهوني 

فلا زرع بعد اليوم ولافيروز 

ماتت أم كلثوم للمرة الثانية في منزلي 

فقررت الحزن خبأت ملابسي الملونة اشتريت الغوامق 

حتى أكون مثلكم واجد لنفسي مكان بينكم

 الرسالة الثالثة: ٢٦.١١.١٩٩٤ شرقية

أين أنت لم ترد على رسالتي السابقة؟

رسالة الرابعة ٢٧.١١.١٩٩٤ عرابي

ولن أرد لم أعد اعرفك ورغم أن منزلك أمام منزلي لم نتحدث مرة دون رسائل ومع ذلك عرفتك جيدا الآن صرت اراك في محافل الحي ولكن لم أعد أعرفك

 أراقب شرفتك

اختفت الالوان وحبال الأنوار اختفى ذلك الكيس الذي كنت تحتسين قهوتك الصباحية عليه مع فيروز وكتاب وذلك المقعد المدور أيضا التي تشربين الحليب مع أم كلثوم عليه 

حل مكانهم طاولة وكرسيان مملان 

حبل غسيلك بات يملؤوه البني والأسود والكحلي بدلا عن ألوانه 

والأهم اختفى الكتاب من يدك غدوت مملة قديسة ظاهريا ككل نساء الحي 

اشتاق تلك الشقية المثيرة التي كانت أطهر بنات الحي رغم اتهامها بالفسق 

رسالة خامسة : ٣٠.١١.١٩٩٤شرقية

اشتاقها أيضا لذلك سارحل الى مكان أكون فيه أنا اتمنى أن أجدك هناك

رسالة سادسة:١.١٢.١٩٩٤ من عرابي 

لا خذيني معك أريد تلك الشقية 

#نسرين_الدروبي