متعبة

عندما كنت في الثامنة عشر من عمري واجهت أول تحد في حقيقي في حياتي وهو انتقالي إلى بلد آخر بقلب محبط ولكن فيه رغبة حقيقية ومتعطشة في تحقيق الذات 

وها أنا الآن بعد أربع سنوات وقد باشرت عامي الخامس في هذا البلد مازلت أعاني 

يعلم الله أني لا أقصد التشكي ولا التباكي 

ولكن حقا إني أعاني وإن معاناتي لا تعنيني وحدي وإنما تعني شريحة كاملة ممن حولي ومن له مثل وضعي 

رغم كل مايحكيه أهلنا عن معاناتهم بسبب ماحل ببلادنا أو عن صعوبة مرحلة الشباب في حياتهم لا يعادل شيء مما نعيشه وإحسساسهم أننا نعيش حياة سهلة بسبب التيكنولوجيا لا يعد سوا وهما 

فرغم كل سوء الجهل الذي عاشته فترة الشباب في حياة أهلنا إلا إنه كان نعمة فأن تعرف أن هناك من وضعه أحسن منك هو لشيء صعب بالتأكيد لكن غدم معرفة مايميزه بالتحديد يجعل شعورك أسهل 

الآن وبكل ماحولنا من انفتاح ومعرفة مايدور في الصين ونحن في الخليج أو معرفة كيف الحال في أوربا ونحن في أقسى بقاع الأرض بالتفصيل يجعل معاناة مضاعفة 

معرفة ما يحدث هناك ونحن في أقصى بقاع الأرض وأكثرها حلاكة يجعلنا نعاني من قسوة المعرفة وفقر القدرة على التغييرأحسسانا بأننا مبعدون عن أوطاننا قسرا ولا قدرة لنا على العودة يجعل الامر أصعب وعدم رغبتنا في العودة يجعلها أكثر صعوبة 

وجودنا في مجتمع يجبرنا على تعلم لغته والتأقلم على عادته وتخطي صعابه ونحن نعلم داخليا أن لا مفر من ذلك ولا حل أسهل من ذلك فالتأقلم وحده كاف أن يحل المعضلة ولكن من قال أن التأقلم هو أمر سهل والأصعب من التأقلم هو احتياجك للتأقلم مع مجتمع مليئة بالمشاكل وكلما تعمقت فيها اكتشفت السوء القابع في المنظومة التي تعمل بها 

لا سهولة لشبابنا في هذا لازمان حقيقة اشفق على أطفالي من فترة شبابهم ومما سيكون عليهم التأقلم فيه من المؤكد ستكون فترة أشد صعوبة من الآن 

ما اكتبه الآن هو أكثر نص كتبته في حياتي بلا معنى أو هدف هو مجرد حبر على ورق ملخصه أني تعبت ولا اعلم كم من الوقت استطيع الاستمرار