ذهاب

بصخب صالات المنازل في الأعياد
وبسخونة طبق حساء أعدته أمي ذلك المساء
ليدفئ جسدي بعد الدوام
وبجمال الضحكة في عيون ابن جيراني
عندما تسلل من غرفته ليلعب بالمطر خلسة عن أمه
وبغضب أمه وصوتها العالي المرتجف خوفا تلك الأمسية عندما اكتشفت الأمر
انتظرتك.. ولكنك لم تأتي
كنت قد كتبت مسبقا ذلك الأسبوع تخبرني بعودتك القريبة
والتي حددتها بتاريخ تلك الأمسية
ولكنك لم تأتي
وكم كان الانتظار جميلا
وعلى قدر جماله كانت خيبة اللاحضور
فكان بقسوة تحطم لعبة ابنة عمي المفضلة
وبقسوة انغلاق باب بيت جارنا عندما خرج من بيته بعد شجار
وبقوة اصوات الرياح الصاخبة في الخارج
وبألم ابنة جارنا عندما سقطت وكسرت قدمها في ذلك الصباح
في رسالتك كنت كل أمالي وفي غيابك كنت كل خيباتي
فيا أملي وياخيبتي
وياقوتي ويا انكساري
توقف عن التحكم في مصيري
وعد أو اتركني اتحرر منك
فلم يعد في طاقتي تحمل رسائلك الشهرية التي تعدني بالحضور فلا تحضر
ولم أعد بقدر من السذاجة يدفعني للانتظار للأبد متناسية الألم
فأنا الان لم أعد طفلة تلتئم جروحها سريعا
ولم اعد صغيرة تنسى ألمها مقابل جرعة أمل تتجرعها على مضض
لم يعد الأمل المؤقت التي تبعثه فيا رسائلك يكفيني على تحمل ألمي
ولم أعد قادرة على تحمل الخذلان كل مرة لانتظر المكتوب القادم الذي سيحيني
لن أقبل بعد اليوم بأن أكون ميت تحييه رسائلك الغرامية والمعطرة مؤقتا ليموت من الخيبة فيما بعد
لقد كبرت على تلك التفاهة
ها أنا اكتب أخر رسائلي إليك لانهي معاناتي واتحرر منك
فما بيننا من ألم وأمل قد انتهى
اليوم تنتهي معاناتي لتبدأ معانتك
اليوم انتهينا للأبد ولن نعود مطلقا
سترجع يوما من سفرك الطويل
ولكنك لن تجدني ستجد بقايا ذكرياتي فقط
ستجد ملقط شعري الذي اهديتني اياه
ستجد قلم كحلتي الذي كنت تفضله ستجد منديلي الحريري
ستجد كثيرا من التفاصيل التي قد تؤلمك ولكنك لن تجدني
فبعد خيبتك هذه لي خسرت أمرأة ارادت أن تهديك الحب
#بقلمي
#نسرين